عدد المساهمات : 388 نقاط : 673 تاريخ الميلاد : 16/09/1998 تاريخ التسجيل : 04/07/2011 العمر : 25 الجنسيه : مصر
موضوع: صور خناجر ومعلومات عنها السبت يوليو 30, 2011 1:48 am
أولا: الخناجر الشامية:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] صناعة الخناجر حرفة تراثية بامتياز رافقت حاجة الإنسان إلي سلاح يدافع به عن نفسه في زمن لم تكن فيه الأسلحة المعروفة اليوم قد ظهرت، وهي حرفة متوارثة أباً عن جد، يرجع تاريخ نشوئها إلي مئات السنين حيث رافقت فترة اكتشاف المعادن وتطويعها في سوريا. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عاشت هذه الصناعة عصرها الذهبي علي يد أسد الله الدمشقي الذي كان من أفضل صانعي السيوف والخناجر قبل حوالي سبعة قرون.. ومازالت بعض المتاحف في دمشق وباقي المحافظات تحتفظ بعدد كبير من الخناجر والسيوف المحفور علي مقبضها أو نصلها الختم الخاص بأسد الله الدمشقي واسمه. وعندما غزا المغول والتتار بلاد الشام نقلوا أسد الله الدمشقي وعدداً من صنَّاعه المهرة إلي إيران وبعض بلدان آسيا، وأسسوا هناك مدرسة اختصت بصناعة السيوف والخناجر ما زالت تُعرف باسم مؤسسها أسد الله الدمشقي إلي الآن.
أسهب المؤرخون في الحديث عن الخناجر والسيوف الدمشقية وشهرتها التي وصلت إلي روسيا وأوربا وبلاد الغرب، ويذكر المؤرخ السوري الدكتور عفيف بهنسي أن مدناً كثيرة من مدن الشام اشتهرت بهذه الصناعة منذ عرف التاريخ القيانة صناعة الأسلحة والصيقلة جلي الأسلحة لكثرة الحديد في جبالها. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كان الخنجر أحد مكملات الأناقة والزينة لدي الناس في الماضي، إضافة إلي كونه سلاحاً لا يٍُستغني عنه في زمن لم يكن المرء يأمن فيه علي نفسه، وتحول الخنجر اليوم إلي مجرد قطعة تزيينية تُعلَّق علي الجدران أو توضع في الفاترينات.
ولعل الحديث عن هذا السلاح الأبيض يستدعي الحديث عن صناعة عريقة عُرفت بها دمشق في الماضي وهي صناعة تطريق الحديد المتوارثة فيها منذ ما قبل الإسلام، وظلت هذه المدينة تفاخر لوقت طويل بما يُصنع فيها من السيوف والخناجر والرماح المحلاَّة البراقة والمزخرفة التي تكتب عليها آيات وأشعار بماء الذهب، لكن أهم أعمال تطريق الحديد التي عرفتها هذه المدينة وغيرها من المدن السورية تلك التي كانت تنتج الأسلحة التقليدية القديمة ومنها السيوف والخناجر والشبريّات (نوع من السكاكين)، وكانت صناعة الخناجر في الماضي سلعة رائجة كونها قطعة أساسية يحملها الرجل للزينة أو للاحتراز من اللصوص وقطاع الطرق وخاصة بالنسبة للمسافرين، ثم تراجعت فترة من الزمن لعدم توفر المواد الأولية ولانحسار الطلب عليها من جهة إلي جانب ظروف صناع هذه الحرفة التي يستغل معظم أربابها من التجار والسماسرة أرباحها، إلا أن صناعة الخناجر عادت إلي دائرة الاهتمام حالياً نتيجة الإقبال علي شرائها من قبل أبناء البلاد والعرب والأجانب ليس بغرض استخدامها كسلاح بالطبع ولكن للاحتفاظ بها كقطع تقليدية جميلة وتراث قديم تزَّين به جدران البيوت وفاترينات التحف.
وتتعدد أنواع الخناجر من حيث حجمها ونوع المعدن المصنوعة منه أو المطليَّة به، ومن هذه الخناجر ما يُسمي الشبرية و المجدلاوية نسبة إلي منطقة مجدل شمس في الجولان المحتل، و الخنجر الدرزي نسبة إلي طائفة الموحدين الدروز في السويداء و الخنجر الغجري المعكوف الذي يصنعه الغجر. ولكن هذا لا يمنع من القول إن الخناجر الشامية علي اختلاف أنواعها تحمل سمات مشتركة تميزها عن الخناجر اليمنية والعمانية والمغربية وغيرها سواء في شكلها الخارجي عموماً أو في تفاصيلها الحرفية المتمثلة في المقبض والسكين والنصل والغمد والقطاعة.
ثانيا: الخناجر اليمنية:
وتسمى الجنبية
الجنبية.. تراث يمني عريق بات عنوان هوية الشعب اليمني التي يعرفه بها العالم في كل مكان.. وهي أيضاً زينة الرجال التي يتحلون بها في أغلى مناسباتهم، وهي خزينة - أي ثروة- قد تصل قيمتها لبضع ملايين الريالات.. "
بالنسبة إلى رجل يقطن الجبال الشاهقة فيمتزج بوعورتها وصلابتها، فإن السلاح يصبح جزءاً من شخصيته. لكن الأمر بالنسبة إلى (الجنبية) في اليمن أكبر من كونها سلاحاً بكثير. إنها جانباً هاماً من النسيج الثقافي الموغل عميقاً في تأريخ بيت العرب القديم. في هذا التحقيق نتعرف إلى بعض الجوانب المرتبطة بهذا الجزء من ثقافة اليمني. التسمية والظهور يرجح المؤرخون السبب في تسميتها بالجنبية إلى أن المتمنطق بها يضعها على جنبه فأصبحت وكأنها جزء لا يتجزأ من كيانه ترافقه الساعات الطوال من حياته. وتشير الدلائل التاريخية إلى أن بداية ظهورها كان في الألف الثالث قبل الميلاد يؤكد ذلك شواهد قبور لا تزال موجودة في محافظة حضرموت تحديداً في منطقة الجول الجنوبي كمسلات ضمن الأحجار الدائرية التي تحدد القيود القديمة من تاريخ وقتها منحوت عليها شكل الخنجر الهلالي وتعد هذه الشواهد من أقدم الشواهد على الإطلاق وربما يؤول تاريخها إلى القرن السابع قبل الميلاد وهو ما يكشف عنه تمثال "معدي كرب" والذي يظهر فيه شكل الجنبية في صورتها الأولى. ومما يذكر أن الجنبية اليمنية في بداية عهدها كانت تشبه السيف في تصميمها إلا أن رؤية الصانع اليمني وذوقه الفني أدى إلى أن تمر الجنبية في تشكيلات عدة في مراحل تطورها حتى وصلت إلى الهيئة الحالية التي هي عليه الآن، إذ من المرجح أن تكون الجنبية امتداداً للخنجر اليمني التي بدأت صناعته في اليمن منذ العهد السبئي والذي اقتضت التحولات التي مر بها العهد المعيني فالحميري فالقتباني ثم الإسلامي وصولا إلى العصر الحديث أن يأخذ تلك الصورة التراثية البديعة التي أصبحت تطلق عليها فيما بعد باسم الجنبية.
مكونات الجنبية: وقد تفنن اليمنِّيون في صناعتهم للجنابي وجعلوها عامرةً بالنقوش والزخارف الفنية الرفيعة التي جعلت منها تحفة غالية الأثمان فأصبحت تمثل مصدر دخل الكثير من الأسر وعامل جذبٍ للكثير من الزائرين والسياح. وتتكون الجنبية من الرأس ويسمى رأس الجنبية وهو الجزء الذي يتوقف عليه قيمة الجنبية فهو بذلك أهم أجزائها.
ويصنع رأس الجنبية من بعض قرون الحيوانات وعظام الزراف وحوافر الجمال والمواد البلاستيكية والخشب، وهناك العديد من أنواع الرؤوس فمنها الصيفاني وسمي صيفاني لشدة صفائه ورونقه ويسمى أيضاً القلب لأنه يؤخذ من لب قرن وحيد القرن ويأتي بالدرجة الثانية الأسعدي الذي قيل بأنه يرجع إلى أحد ملوك اليمن القدماء وهو الحاكم أسعد الكامل، والزراف يأتي بالدرجة الثالثة ويصنع من بقية أجزاء القرن المتبقية
وأيضاً الكرك ويصنع من قرون البقر، والرؤوس التي تصنع من القرون والعظام لا تتغير أحوالها بمرور الزمن بقدر ما تزداد من الجمال والبهاء والرونق، وتستورد قرون وحيد القرن من – كينيا- ودول القرن الأفريقي- والهند أما قرون البقر فمتوفرة محليا، إلا أن أروع هذه الرؤوس وأغلاها ثمنا الصيفاني لما يتمتع به من مميزات لأنه وبمرور الوقت يكتسب جمالا وقيمة كما أن كثرة اللمس والاستخدام يضفي عليه المزيد من البهاء إذ يتغير لونه من قاتم إلى فاتح إلى شفاف كالزجاج. ولعل السبب الخفي في ارتفاع ثمن هذا النوع في الآونة الأخيرة قرار منظمة حماية حقوق الحيوان الذي قضى بمنع استيراد قرون وحيد القرن خوفاً عليه من الانقراض.
* مكانتها الاجتماعية: إن للجنبية مكانة ذات قيمة اجتماعية في أوساط المجتمع اليمني فقد استخدمها لأغراض الزينة والقتال وتحولت عبر مضي الزمان مفخرة يبالغ الإنسان اليمني في ثمنها الذي قد يصل إلى مهر مائة عروس أحياناً بل وأكثر من ذلك وإذا كان ثمن السلعة العادية ينخفض عندما تصبح قديمة إلا أن ذلك لا يجري على الجنبية مما يمدها بالنظارة والبهاء، فتغدو تحفة أثرية ذات قيمة عالية. وهناك جنابي مرت عليها قرون كاملة وهي تنتقل بالوراثة من جيل إلى آخر لتصبح رمز العائلة التي ورثتها عن الآباء والأجداد.
sona
عدد المساهمات : 570 نقاط : 988 تاريخ التسجيل : 03/07/2011
موضوع: رد: صور خناجر ومعلومات عنها السبت يوليو 30, 2011 10:38 am